يحدث أحياناً
1- يحدث أحياناً أن يجرفك الخيال بعيداً فتتخيل نفسك إنساناً آخر . إنساناً أكثر أهميه .إنساناً يشار إليه بالبنان وتبتسم له الوجوه عند رؤيته وتتابعه الأعين أينما رحل .إنساناً لا يشبهك في شيء ولا يمت لظروفك بصله إنساناً تتمنى أن تكونه بينك وبين نفسك . لكن صوتاً ما يوقظك ليضعك أمام واقعك الحقيقي .. وظروفك الحقيقيه..
2-أن تقف أمام المرأة تتحسس وجهك بيدك تتفقده كأنك تكتشفه للمرة الأولى تلمح مرور عجلة السنين فوقه تحاول أن تخلصه من علامات السن والتعب والإرهاق تشده إلى أعلى . تحاول أن تجعله أكثر شباباً وأشد نضارة . ترعبك سهولة تشكله بين يديك تدرك أن ماأفسده الزمن فيك لايصلحه شيء
3-أن تشعر برغبة الصراخ عالياً وكأنك تريد أن تطلق أسر صوتك المحبوس في داخلك أو لإظهار رغبة داخليه بالنداء على شيء ما . شيء يهمك استدعاؤه . شيء يعنيك أن يسمعك .شيء تعلم جيداً أن صوتك لن يصله وأن صرختك لن تصل عنوانه مهما علا صداها .لكنك تحاول فقط :مجرد محاولة أن تتنفس .أن تعترض .أن تخفف ضغطك النفسي بصرخه ما . في وجه إنسان ما ..
4-أن تشعر برغبة البكاء فتعود إلى نفسك تتكئ فوق أريكة أحزانك .تستند إلى جدران أحلامك المنهاره أمامك .تجلس فوق أطلال أمانيك .تتجرد من أقنعتك المستعاره .تنسلخ من جلد صلابتك وتعود طفلاً خائفاً ترتجف رعباً وألماً وتبكي بكاء الأطفال ..
5-أن تضيع إلى آخر مدى وتبحث عن نفسك فلا تجدها وتفجعك مساحة ابتعادك عنها وتذهلك الفراغات الشاسعه بينك وبينها وتدرك أنك وصلت متأخراً وأنك افتقدت ذاتك ووجودها بعد فوات الأوان وأنك أصبحت تقف عند محطة اللأعودة ..
6-أن تضطر إلى التناول عن مبادئك أو إلى تغيير قيمك الجميله وإلى القيام بادوار لا تتناسب معك وتنحني للعاصفه مجبراً وتضع أحلامك عند الطوفان تحتك وتطأ أشياء جميلة بقدميك وتصر على الوصول إلى القمة مهما كان ثمن الصعود باهظاً وحين تصل تفقد متعة الإحساس بالوصول لأن ما بقي خلفك من ركام يفسد عليك فرحة الوصول ..
7-أن يضيق بك هذا الكون على اتساعه وترفضك كل بقاع الأرض ويتسرب إليك أن الأرض قد توقفت عن دورانها .أن السماء قد اقتربت من الأرض حد التلاصق .وأن الشمس لن تشرق مرة أخرى لكنها تعود فتشرق ومع شروقها الجديد يداخلك شعور بأنك أنت من أشرق .وأن الكون قد عاد إلى الاتساع من جديد وأن ما كنت تشعر به من اختناق قد تلاشى .لم يكن سوى .ليلة حزن عابرة .
8-أن تشعر برغبة الحديث مع أحد فتبحث في أجندة هاتفك بعد أن تخذلك ذاكرتك .عن رقم صديق كان أقرب الأصدقاء إليك للحديث معه عن ذكرياتكما الجميله وحين تدير الرقم المدون لديك يأتيك الرد المسجل كالصفعه على وجهك (عفواًإن هذا الرقم غير مستخدم حالياً ) ويؤكد لك ضرورة التأكد من الرقم المطلوب وعندها تدرك.أن الوقت قد تعداك وسرقك وأن فترة غيابك وانقطاعك طالت أكثر من اللازم ويداخلك الرعب من أن تكون التغيير قد نال من بقية الأرقام المعلبه في أجندة هاتفك .
9-أن تصاب بحالة من النسيان المقيت فتنسى مالا يجب أن تنساه من مواعيد مهمه وأحداث جميله وطقوس رائعه وتمنحك لحظة التذكر الإحساس بالندم والتي غالباً ماتطرق بابك بعد فوات الأوان وبعد أن يكون الموعدقد فات وبعد أن تكون الذكرى قد بهتت وفقدت الوانها كما تمنحك الإحساس بالدهشه لشدة نسيانك وغالباً ماترجع أسباب النسيان إلى شدة ازدحامك بالأعمال أوإلى التقدم في العمر .
10-أن تقف في باب أحدهم وتدفعك حاجتك إلى طرق الباب بإلحاح وحين تقضى لك حاجتك تنتهي معاناتك التي دفعتك لوقوف تلافضه وتبدأفي داخلك معاناة من نوع أخر معاناة قد تكون أشد مرارة من معاناتك التي انتهت .
وبعد أن أرعبنا المساء : ما أكثر ما يحدث لنا من أحداث بعضها يرفعك . وبعضها ينهيك
وبعضها يهديك .... وبعضها الآخر يبنيك .