الروح المفقودة وكلام بين السطور لكل الأعضاء
الروح المفقودة وكلام بين السطور لكل الأعضاء
ليس كالعادة
لقد اختلفت الأجواء عمّا هي..
لم أعد ألمس هنا تلك الأجواء المنعشة
لقد طغى الملل وأنتشر
حتى كأن البيت يتنفس هواء الهجر..
وكأنه وقد أستوحش أهله..
ليس كالعادة..
فكلما أرسلت ناظري إلى أرجائه
أرى هناك ألوان زاهية تلمع
وأنا أحسبها كذلك لرونق منظرها البديع
غير أني إذا دققت النظر
تتصاعد من خلالها أنفاس العتاب
تتسلل إلى أعماقي الصامتة
لتخبرني أني مُعاتب
وأن البيت يفتقد لنقوشه المعبرة
وأن الحارس على الباب غادر المهنة القديمة
ليتسرب الريح..
يا للعجب..
ألم يكن البيت عامر؟؟
لِمَ تسيطر على أجوائه غيوم الملل؟؟
وهذا الزخم ألم يملئ فراغه؟
ربما....
إلا أن للعتاب إيلام
ربما يجده الحريص مؤلم في خلوة التفكير
لذا يحاول بحث الداء
ليجد ما يفرمل به سرعة الملل وتهوره اللامعهود
لينعش البيت ويزخرفه من جديد
حتى إذا ولجناه على مقاعده الوثيرة نستريح,
ونقول وداعا أيها الملل..
بيت القصيد....
أن هناك من بدأ يعانق الحرف
وعندما بدأنا نهلل نفضه على أول درجه
من سلم الصعود
ليتفرج غاض الطرف عن رجع آهاته..
وهناك كانت مجموعة أحاسيس أتحدت
في قلب إنسان
ومع تدحرج الوقت توزعت على عتبات الرحيل
لتأتي مرةً أخرى هنا زيارة خاطفة
ربما لقاء الغرباء..
ولكن هناك أيضا لا زالت عيون ساهرة تنبض
بالحياة في أروقة هذا البيت مشكورة
تنافح عنه جاهدة لطرد غزو الملل الرهيب..
ويا خوفي عليها إذا لم يدركها المدد
ربما تمل هي أيضاً..
آمل أن تعود تلك الروح المفقودة........